يأتي هذا البحث نتاج عمل “مجموعة العنف ضد المرأة” التي شكّلتها حركة مساواة في أبريل 2021؛ و”مجموعة العنف ضد المرأة” هي واحدة من ثلاث مجموعات شُكِّلت تحت أنشطة عمل حملة “نحو قوانين أكثر عدالة للأسرة المسلمة” التي جرى إطلاقها في مايو 2020
استمر العمل على هذا المنتج البحثي لما يقرب من عام بين فريق بحثي ضمّ عددًا من الباحثات اللاتي يمتلكن خبرات مختلفة، في مجال إنتاج المعرفة بأشكالها المختلفة. وكان الهدف من هذا التعاون هو العمل على خلق جماعة علمية تُنتج معرفةً باللغة العربية وتتكامل خلفياتها العلمية والعملية في هذا السياق
يعمل هذا البحث علي تحقيق عدد من الأهداف: أولًا، تحليل علاقة الدين (الاجتهادات الفقهية) والقانون (النص والإجراءات) بالواقع المعيش، فيما يتعلق بالعنف المنزلي ضد المرأة في المنطقة العربية. وثانيًا، تقييم قوانين مناهَضة العنف المنزلي الموجودة في الدول العربية للاستفادة من تجارب هذه الدول، وتطوير أُطر قانونية مناسبة لمناهَضة هذا النوع من العنف بشكل فعال، بالإضافة إلى الوقوف على آليات تنفيذ هذه القوانين بشكل أفضل. وثالثًا، تحليل بعض القوانين التمييزية الأخرى ومدى تأثيرها في ظاهرة العنف المنزلي ضد المرأة، للضغط من أجل تعديلها (مثل: قانون الأسرة، قانون العقوبات، قانون العمل… إلخ.)
يتكون هذا البحث من ستة فصول، بالإضافة إلى ملحقين مهمّين: يتعلق الملحق الأول بالموارد المتاحة أمام النساء المُعنَّفات/الناجيات في الدول العربية التي تقدّم مثل هذه الخدمة. ويتعلق الملحق الثاني بدراسة أجرتها حركة مساواة في سياق مماثل حول قوانين الأسرة في الدول الإسلامية
يركز الفصل الأول على تعريف العنف وأنواعه بشكل عام، ثم ينتقل إلى مناقشة العنف الأسري، وهو التعريف الحاكم لبقية فصول هذا العمل. وأما الفصل الثاني فيركز على المفاهيم والأدوات الفقهية التي يمكن استعمالها في استحداث أحكام مساواتية أوعادلة، بالإضافة إلى مبادرات المؤسسة الدينية في مصر لمواجهة الفكر السلفي التمييزي.والفصل الثالث يركزعلي مناقشة نماذج مختلفة من النصوص القانونية الخاصة بالأسرة في العالم العربي، وسنجد في هذا الفصل اختلافًا وتمايزًا بين تجارب الدول العربية المختلفة وَفْق المذهب الفقهي السائد، ووَفْق الثقافة والعادات وتوازنات القوى التي تحكم المجتمع. وأما الفصل الرابع فيناقش التجارب التشريعية في الدول العربية، في مجال إصدار قوانين محددة تُعنَى بمعالجة ظاهرة العنف ضد المرأة. وينتقل الفصل الخامس، بعد ذلك، إلى مناقشة أحد أهم المتغيرات الحاكمة لمشاركة المرأة في الحياة العامة، أي وضعها الاقتصادي والاجتماعي ويركز على قوانين العمل. ويناقش الفصل السادس والأخير تمثيلات العنف ضد المرأة في وسائل الإعلام المرئية، وبخاصة السينما، من خلال التركيز على عدد من الأفلام العربية التي ناقشت- بشكل مباشر أو غير مباشر العنف ضد المرأة. كما يناقش عددًا من قصص النساء المُعنَّفات في العالم العربي، وواقعهن