رسم توضيحي لشيكا كورونا (https://www.behance.net/shieko)
مدونة المساهمين، بقلم نور الطوخي
-
لماذا من المهم مناقشة وتحليل جيل Z وتقاطعه مع الحركة النسوية في الشرق؟ بصراحة، لن يكون من الحكمة أن ترى مركبة تتحرك نحوك وفي الاتجاه الخاطئ ولا تبذل قصارى جهدك لتحويلها. فالنشاط هو حركة تساعد على تحسين ظروف الأجيال القادمة، وجيل Z هو جزء كبير من هذا الجيل المستقبلي.
قد يفترض المرء على عجل أن الجيل "زد" متأصل بعمق في القيم "الغربية" نتيجة لعولمة الإنترنت. ويمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي تجبر المرء على إيجاد أرضية مشتركة أو وسط سعيد على هذه المنصات المشتركة التي لا حدود لها. ولكن الأمر في الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير.
لقد عمل الإنترنت بالتأكيد كقوة مركزية، حيث وضع الولايات المتحدة كشخصية رئيسية من نوع ما يشاهدها العالم ويعلق عليها، وهو ما رأيناه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ولكن مع ذلك، كيف يمكننا تجاهل التنوع داخل الولايات المتحدة؟ كيف يمكننا تطبيق الثنائية التبسيطية للقيم "الغربية" أو "الشرقية" على تقاطعات معقدة بشكل لا يصدق تعيش في أي سياق؟ كيف يمكننا تطبيق عدسة نسوية "مقاس واحد يناسب الجميع"؟ بالتأكيد لا ينبغي لنا ذلك، ونحن لا نفعل ذلك. لقد استخدم الجيل Z بالتأكيد المنصات لاتخاذ نهج أكثر تنوعاً.
إن أبرز الطرق التي كسر بها جيل Z من جيل الشباب القالب هو إدراكهم لأوجه القصور المحيطة بالنسوية "الغربية" في تطبيق تقاطعي. هناك العديد من الأسباب لذلك، ولكن تجدر الإشارة إلى أن أبناء الجيل Z قد استفادوا من الإمكانيات المركزية لوسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد عن الواقع المعاش لبعضهم البعض. وأعتقد اعتقادًا راسخًا أن معظم أبناء الجيل Z كانوا على قدر كافٍ من الوعي حتى لا يقعوا في مرمى نيران النسوية الغربية الضيقة والوهمية، بالنسبة لمعظم الناس. لقد تم تزويدهم بمعلومات لا حدود لها أكثر من أي وقت مضى، مما يساعدهم في السعي وراء أشكال أكثر شمولاً من النشاط.
على الرغم من أن الإنترنت أصبح أكثر تمركزًا، إلا أنه في الوقت نفسه أكثر تنوعًا؛ وهو ما يتيح لنا إمكانية اجتماعية تتيح لنا أن نصبح أكثر اطلاعًا وشمولية وتواصلًا. وقد انتبه جيل Z إلى هذه الحقيقة واستخدموا هذا الفضاء لإحداث تغيير اجتماعي كبير، وسعوا جاهدين لبناء مستقبل أفضل من الحاضر القاتم.
وفيما يلي بعض الحقائق عن المراهقين الأمريكيين من الجيل Z التي قد تفسر نهجهم المتحول في النشاط:
1 - هم الجيل الأكثر تنوعًا عرقيًا وإثنيًا.
2 - هم الجيل الأكثر "تعليمًا" بالمعنى التقليدي.
3 - ه م الجيل ا لأكثر "تعليمًا" بالمعنى التقليدي. 3 - هم الجيل الذي تحول إلى التكنولوجيا الرقمية في سن مبكرة.
4 - هم على الأرجح تقدميون ومتوافقون مع التقاطعات.
5 - من غير المرجح أن يعتقدوا أن الولايات المتحدة هي أمة متفوقة، وهو اختلاف رئيسي عن الأجيال السابقة.
في سياق الحركة النسوية الإسلامية، تستخدم الشابات المسلمات وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن ازدرائهن للقوالب النمطية واستعادة هوياتهن وتوضيح التفسيرات الخاطئة ومشاركة التنشئة الإيجابية وتسليط الضوء على ثقافاتهن. باختصار، لقد كانت أداة رائعة لاستعادة قدراتهن واستقلاليتهن، لا سيما كنساء.
والجدير بالذكر أنهم يستخدمون المنصات، لا سيما تويتر وإنستغرام، لمعالجة أوجه القصور داخل مجتمعاتهم ودفع النشاط. أتذكر أن المسلمين من الجيل Z أوضحوا أن حركة "حياة السود مهمة" كانت قابلة للتطبيق في جميع السياقات، لتحديد قضايا التمييز على أساس اللون في مجتمعاتنا وتسليط الضوء على أن الإسلام في حد ذاته ليس هوية مهيمنة لأنه يشمل العديد من التقاطعات داخله. تمت مشاركة الرسوم البيانية والكتب والمقالات الصحفية، وقام الناس بتثقيف بعضهم البعض، وتبادلوا دعوة واضحة للعمل: يجب أن نكون أفضل.
إذًا، كيف يمكننا تحسين نشاطنا بشكل أكبر؟ قراءة كل شيء بشكل نقدي وتطبيق وجهات نظر متعددة، والنقر على المقالات بدلاً من مجرد التعليق على العنوان الرئيسي، وأن نضع في اعتبارنا دائمًا أن هناك أمرين يمكن أن يكونا صحيحين في آن واحد. أعتقد حقًا أنه بمجرد أن نتبنى هذه العدسة النقدية والواسعة النطاق، يمكننا أن نصبح أكثر دقة وشمولية في تبنينا للنشاط.
إن فكرة وجود أمرين في آن واحد تنطبق بالتأكيد على النسوية الإسلامية. يجب على الشابات المسلمات أن يستعيدن هوياتهن ضد الصور النمطية الضارة وأن يسعين إلى إعادة التفاوض على هذه الثنائية التبسيطية بين "التحرر" الغربي و"الاضطهاد" الشرقي. وفي الوقت نفسه، ينبغي على الناشطات الشابات المسلمات أن ينظرن باستبطان إلى جوانب تفسيراتهن أو مؤسساتهن القانونية التي تضر أكثر مما تنفع المواطنات في السياق الحالي. هذا هو جوهر الأشكال الأكثر تنوعًا من النسويات والمقاربات الأكثر تنوعًا في النشاط.
إن شيئًا مثل النسوية الإسلامية لا يهدف إلى تنفير مجموعة معينة، بل يهدف إلى خلق مساحة تعيد الاعتبار للإسلام كأداة مفيدة تضع أصوات الفئات الضعيفة في المقدمة وتنوع المنظور. ويسعى إلى إعادة تأسيس تعاليم الإسلام من كونها كتاب قواعد إلى كتاب إرشادي. ويهدف إلى إغلاق التفسيرات الضارة والأبوية للدين.
آمل ألا تكون هذه لحظة عابرة. بالتأكيد لا أعتقد أنها ستكون كذلك. دعونا نستمر في استخدام هذه الأدوات لمشاركة نسخ أكثر استنارة ودقة من النشاط، ولنستمر في استخدام هذه الأدوات لمشاركة نسخ أكثر استنارة ودقة من النشاط، ولنجلب وجهات نظر جديدة، مثل النسوية الإسلامية، إلى طاولة العولمة، ولنقدم أنفسنا للعالم بطريقة عادلة.
-
نورالطوخي كاتبة ومحررة ومذيعة بودكاست مقيمة في ملبورن ولديها حب خاص للأزياء والكوميديا ومناقشة الاقتصاد بين الجنسين وكل ما بينهما. كانت متدربة في مؤتمر مساواة العالمي لإصلاح قانون الأسرة المسلمة في عام 2020.
المراجع:
Pew Research Center (2020), On the cusp of adulthood and facing an uncertain future: what we know about Gen Z so far, <https://www.pewsocialtrends.org/essay/on-the-cusp-of-adulthood-and-facing-an-uncertain-future-what-we-know-about-gen-z-so-far/#fn-28453-1>.
Pew Research Center (2018), Early benchmarks show ‘post-millennials’ on track to be most diverse, best-educated generation yet, <https://www.pewsocialtrends.org/2018/11/15/early-benchmarks-show-post-millennials-on-track-to-be-most-diverse-best-educated-generation-yet/>.
Pew Research Center (2018), Teens, Social Media & Technology 2018, <https://www.pewresearch.org/internet/2018/05/31/teens-social-media-technology-2018/>.
Black Lives Matter Movement (2020), < https://blacklivesmatter.com/>.
VOA News (2020), Young Muslims challenge traditional stereotypes, <https://www.voanews.com/student-union/young-muslims-challenge-traditional-stereotypes>.
Time (2020), How the world is reacting to the 2020 U.S. election, <https://time.com/5907204/2020-election-world-reaction/>.
كتبت نور الطوخي
-
ربما يتصور البعض أن الجيل الجديد أو ما يُدعى بجنرال غارديان زد حتى أذنيه في المفاهيم والقيم الغربية كنتيجة طبيعية للعولمة، بالإضافة إلى توافر وسائل التواصل الاجتماعي التي تساهم نظريًا في الضغط على المستخدمين لتبني أرضية مشتركة، بيد أن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير
لا شك أن الإنترنت قد ساهم الإنترنت كقوة مركزية تضع الولايات المتحدة موضع الفاعل الرئيسي للعالم، كما شاهدنا جميعًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة مع هذا، لا يمكننا تجاهل التنوع الموجود حتى في داخل الولايات المتحدة نفسها، فمن الصعوبة بمكان، تطبيق ثنائية الغرب المتقدم والشرق المتقاربة، وتصنيف الناس بسبب انتمائهم إما للغرب أو للشرق، بعد التقاط العطيات الموجودة في مختلف السياقات
بالمثل، لا يمكننا أن نرى جميع أنواع النسوية من نفس العدسة، وبالتالي الجميع في سلة واحدة
فعلى عكس المتوقع، يستخدم الجيل الجديد من شبكات التواصل الاجتماعي للتعرف على اقترابات مختلفة للنسوة وليس تبني المفاهيم الغربية بدون تفكير أو تحليل أو وعي
إذا أردنا أن نعرف المزيد، فهذا الجيل فهم أهم العيوب والمآخذ على الطرح النسوي الغربي وتطبيقاته على أرض الواقع وذلك من خلال التفاعل مع أقرانه من مختلف الثقافات والخلفيات، وبالتالي، فلقد أفاد فلقد أفاد إتاحة استخدام الانترنت والتواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد عن الآخرين حول العالم وأرى أن هذا كان كافيًا لفتح الآفاق على العديد من الأدوات والمقاربات للمطالبة بحقوق المرأة وعدم الانسحاق في أيٍ من النماذج الضوئية للنسوية، بل على العكس، انفتاح الشباب على النماذج والأطروحات النسوية الأكثر تكاملية
إذا أردنا معرفة بعض الحقائق عن هذا الجيل، فسنجد أنه الأكثر تنوعًا من الناحية الإثنية الناحية الإثنية ،، والأكثر أهمية، والأكثر من ذلك تعلمنا بالمعنى التقليدي، غير أنهم قد بدأوا العصر الرقمي في عمرٍ مبكر ،، في عمرٍ مبكر،ديهم استعدادهم أكبر للمهيم التقدمية ويعدون أكثر وعيًا بالتقاطعات الموجودة، كما أنهم لا يؤمنون بأن الولايات المتحدة هي دولة خارجا كما كانت تعتقد الأجيال السابقة
وتأتي النسوية الإسلامية كاقتراب ضمن العديد من الاتجاهات التي كانت موجودة، ولكنها لم تظهر على الساحة مؤخرًا، لتنادي لتنادي بحصول المرأة على حقوقها من خلال إعادة الاجتهاد في النصوص الدينية، للوصول إلى العدالة داخل المنظومة الإسلامية
لذلك نرى أن أبناء هذا الجيل يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي وبشكل خاص، تويتر وانستغرام، للحديث عن التحديات التي تواجههم داخل مجتمعاتهم وإظهار ردود الفعل للمجال المحلي بل والتمييز الذي يلاقيه حول العالم، سواء كان التمييز على أساس الجنس أم العرق أم أم اللون، كذلك نجد الحديث والأصوات تتعالى بأن الإسلام لا يمكن أن يدعو إلا للعدل والإنصاف
يستخدم هؤلاء الشباب في ذلك، الكتب، والدوريات، والمقالات، والصور، والانفوجرافيكس، لمشاركة المعرفة والدعوة إلى واقعٍ أفضل
يهمنا أن نناقش ونناقش ونحلل هذا الجيل، وتفاعلاته مع المفاهيم والنظريات النسوية؟
ربما نكون بحاجة لأن ندرك كيف يفكر الجيل، لأن هذا سيساعدنا على استشراف المستقبل، والذي يمثل هذا جزءًا كبيرًا من تفاعلاته، والذي سينعكس كذلك على وعي الأجيال القادمة
لكن تطوير آليات العمل للنهوض بحقوق المرأة علينا أن نقرأ الموجود بشكل نقدي، وإيمان بأن الحقيقة لا تتمثل في منظور واحد فقط بل تحتمل أوجه عدة تلك النظرة النقدية برأيي ستؤسس لمناهج أكثر شمولية في الطرح، وفي التعبير
إذا قمنا بتطبيق ذات المفهوم على النسوية الإسلامية، سنجد أن من حق المسلم، التعبير عن التمسك به في وجه التنم الذي يفرض ثنائية التحرر الغربي في مواجهة القمع الشرقي لكن في نفس الوقت، على الشباب، النظر بعمق لمعرفة أوجه الإخفاق في الخطاب الديني وأداء المؤسسات الدينية، هذا هو لب الأمر
فمفهوم النسوية الإسلامية، لم يأت ليعزل مجموعة من الناس ولكن بالعكس، ليرد للإسلام ما له من دور في وضع أصوات المستضعفين والمهمين في المقدمة، وتعزيز التنوع هي دعوة للنظر للنظر إلى النصوص الدينية كمصدر للإرشاد أكثر منها مصدرًا للقواعد المجردة، ونبذ التفسيرات الأبوية للنصوص الدينية
ما أرجوه هو ألا نفوت هذه اللحظة وهذه الفرصة، فلنستمر في مشاركة التوجهات المختلفة كالنسوية الإسلامية وطرحها أمام العالم بأسره، ففي النهاية من حقنا أن نختار الاقتراب الذي يمثلنا ويعبر عنا
-
نور الطوخي كاتبة ومحررة ومذيعة بودكاست مقيمة في ملبورن ولديها حب خاص للأزياء والكوميديا ومناقشة الاقتصاد بين الجنسين وكل ما بينهما. كانت متدربة في مؤتمر مساواة العالمي حول إصلاحات قانون الأسرة المسلمة في عام 2020.